المرشح الدكتور محمد نديم الجسر :هناك محاولة فوقية لـ "خطف" الانتخابات وكأن طرابلس لا تملك قرارها
المرشح الدكتور محمد نديم الجسر خلال حواره مع "القضية":
طرابلس قادرة على استعادة دورها الرائد لأنها تختزن امكانية عطاء كبرى
ج: الخطوة الاولى ستكون أن أسعى أن أخاطب الآخر وأتعاون معه وأحاول توحيد كلمة طرابلس على حد أدنى يتعلق بمصلحة المدينة وكرامتها وحقوق أبنائها وتنميتها ورفع الظلم والحرمان عنها. ولن أوفر جهداً في هذا المجال، فعلاقتي بالجميع جيدة وأنا منفتح على جميع الأفرقاء. صحيح أن لدي قناعاتي ولكني لست محجوزاً ضمن هذه القناعات ولا متعصب بشكل يمنعني من التواصل مع الآخر.طرابلس قادرة على استعادة دورها الرائد لأنها تختزن امكانية عطاء كبرى
رأى المرشح الدكتور محمد نديم الجسر خلال حديثه مع "القضية" أن الدولة ليست مهملة لطرابلس وحدها(.....) وهناك طبقة سياسية متحكمة بمسار الدولة ككل. وهي منصرفة لشأنها ولمصلحتها بالدرجة الأولى، وتأتي مصلحة البلد في آخر اهتماماتها.وأسف الجسر لأن" الأمور تسير إلى الوراء في لبنان،" فعندما نعود إلى الوراء إلى عهد الاستقلال نجد أن الوضع كان أحسن، ولم يكن أي قرار ليمر بدون توافق الطوائف الكبرى".
وقال:"هذا الشلل الذي يطبع الحياة السياسية اليوم مرده إلى أننا لسنا في ظل نظام برلماني حقيقي إطلاقاً وإنما طائفي.. والإنماء في المناطق لا يمكن أن يتم في ظل المركزية الإدارية".وأضاف: "هناك مسؤولية تقع على الشعب والشباب خاصة، وبقدر ما تكون هذه الفئة على مستوى عال من الوعي والثقافة السياسية بقدر ما تكون قادرة على تغيير الأمر الواقع، فلا حياة سياسية ولا تغيير بدون مشاركة الشباب".
حاوره:الياس عاقوري-ماهر باكير- وسيم فؤاد الأدهمي
س: كانت طرابلس ذات يوم مملكة، ثم تحولت إلى ولاية، فعاصمة ثانية... ثم إلى مكان مميز للحرمان... من يستطيع إعادة عقارب الساعة إلى أيام طرابلس الحلوة؟
وقال:"هذا الشلل الذي يطبع الحياة السياسية اليوم مرده إلى أننا لسنا في ظل نظام برلماني حقيقي إطلاقاً وإنما طائفي.. والإنماء في المناطق لا يمكن أن يتم في ظل المركزية الإدارية".وأضاف: "هناك مسؤولية تقع على الشعب والشباب خاصة، وبقدر ما تكون هذه الفئة على مستوى عال من الوعي والثقافة السياسية بقدر ما تكون قادرة على تغيير الأمر الواقع، فلا حياة سياسية ولا تغيير بدون مشاركة الشباب".
حاوره:الياس عاقوري-ماهر باكير- وسيم فؤاد الأدهمي
س: كانت طرابلس ذات يوم مملكة، ثم تحولت إلى ولاية، فعاصمة ثانية... ثم إلى مكان مميز للحرمان... من يستطيع إعادة عقارب الساعة إلى أيام طرابلس الحلوة؟
ج: مما لا شك فيه أن طرابلس كانت واحة حضارية ثقافية واقتصادية تصب فيها غلال بلاد الشام وتمتعت برعاية مميزة تحت ظلال الدولة العثمانية وطعمت بنكهة مميزة من خلال النهضة الفكرية في جبل لبنان فكانت فعلاً عاصمة.
وبقدر ما يكون ناسها من مختلف الشرائح والطبقات.. من مثقفين ورجال دين وسياسيين على مستوى عال من الوعي والمسؤولية، بقدر ما تستطيع أن تستعيد ماضيها وقوتها ودورها وتأثيرها. وليس عندي أدنى شك بأنها قادرة على استعادة دورها الرائد وهذه قناعة يقينية راسخة، لأنها تختزن في قلبها وحتى في الأصلاب امكانية عطاء كبرى جداً!
إن بداية الطريق نحو استعادة هذا الدور الهام تكون بوعي ذاتنا وأصالتنا وتاريخنا وابتعادنا عن الأنانيات، وحب الوصول والاستئثار بالنفوذ والمركز. وأن تكون غايتنا النهوض ببلدنا وهذا الأمر ليس مستحيلاً، فهناك إمكانيات متوفرة وضخمة نراها في المدينة التي هي نسيج واحد وفريد من نوعه في كل لبنان، وتاريخها وحاضرها يشهدان على ذلك.
س: الإدارات المحلية المتعاقبة أهملت حماية تراث المدينة، من هدم سراي طرابلس॥ إلى إزالة آثار بالجرافات على نهر أبو علي، إلى انهيار مسرح الأنجا مؤخراً، لماذا كل هذا الاهمال من الإدارات؟ ولماذا ليس هناك من يحاسب وردات فعل أهل طرابلس تكون سلبية إلى حد ما؟
ج: ردات فعل أهل طرابلس ليست سلبية، ولكنها غير مؤطرة ومنظمة لتأتي بالنتيجة المطلوبة. تصرف الإدارات واهمالها بحق التراث وهذه المعالم الأثرية الهامة ليس مقصوراً على الإدارة الحالية، وهذا الأمر مزمن، والحرمان أصبح طابعاً أساسياً في طرابلس.
هناك افتقاد للمرجعيات في البلد، ولا أعني هنا بالمرجعية الشخص ولكن أعني بها جمعيات العمل المدني ومجموعات الضغط المدنية،.. فلا بد من وجود هذا النوع من المرجعيات تعود إليها الناس لتستطيع أن تفصل الأمور..
ما يحدث اليوم، أن من يصل إلى موضع القرار يصل ليس بناءً على إرادة شعبية، وكفايته فحسب॥ وإنما نتيجة ظروف واعتبارات سياسية معينة، وهذا أمر خطير جداً। فالبلديات، ورؤسائها خصوصاً، كانوا يتخذون قرارات هامة.. اليوم مع الاحترام الكامل لرئيس وأعضاء البلدية، فإن الضغوطات السياسية كثير ما تُعطل اتخاذ القرارات المهمة والمناسبة.
هناك افتقاد للمرجعيات في البلد، ولا أعني هنا بالمرجعية الشخص ولكن أعني بها جمعيات العمل المدني ومجموعات الضغط المدنية،.. فلا بد من وجود هذا النوع من المرجعيات تعود إليها الناس لتستطيع أن تفصل الأمور..
ما يحدث اليوم، أن من يصل إلى موضع القرار يصل ليس بناءً على إرادة شعبية، وكفايته فحسب॥ وإنما نتيجة ظروف واعتبارات سياسية معينة، وهذا أمر خطير جداً। فالبلديات، ورؤسائها خصوصاً، كانوا يتخذون قرارات هامة.. اليوم مع الاحترام الكامل لرئيس وأعضاء البلدية، فإن الضغوطات السياسية كثير ما تُعطل اتخاذ القرارات المهمة والمناسبة.
س: طرابلس تؤمن بشرعية الدولة وقد نشأت أجيال تؤمن بشرعيتها، لماذا الدولة تشيح بوجهها عنها؟
ج: الدولة ليست مهملة لطرابلس وحدها، فهي من جملة المناطق المهملة وهناك طبقة سياسية متحكمة بمسار الدولة ككل. وهي منصرفة لشأنها ولمصلحتها بالدرجة الأولى، وتأتي مصلحة البلد في آخر اهتماماتها. وبقدر ما تتوفر في طرابلس قيادات تسعى للدفاع عن قضايا المدينة المحقة –بصرف النظر عن اختلاف الاتجاهات السياسية- بقدر ما نستطيع أن تلزم الدولة بالاهتمام بها.
س: لماذا تبقى اللامركزية الإدارية حلماً في أذهان اللبنانيين، وخصوصاً الطرابلسيين، غير قابل للتطبيق؟
س: لماذا تبقى اللامركزية الإدارية حلماً في أذهان اللبنانيين، وخصوصاً الطرابلسيين، غير قابل للتطبيق؟
ج: نحن لم نتخطى أولاً مرحلة اللاحصرية. فأبسط معاملة هي بحاجة للتصديق من بيروت وكذلك القرارات.. فعندما نتخطى مرحلة اللاحصرية ساعتها ممكن أن نفكر باللامركزية.
طبعاً البلدان المتقدمة اعتمدت اللامركزية منذ زمن بعيد، لأنها تسمح للمناطق بتنمية نفسها بنفسها. ولأن التمويل يصبح بأيديهم مباشرة ويستطيعون التصرف فيها بعيداً عن الروتين الإداري، ولكن طبعاً ضمن إطار مُنظم وتحت مراقبة السلطة المركزية.
اللامركزية هي جزء ووجه مهم من الإصلاح السياسي العام بلبنان. ولا مصلحة للسلطة المركزية في تطبيق اللامركزية الإدارية لأنه يقلص دورها ويحد من صلاحيتها.
أنا في اعتقادي أن السياسي الطرابلسي مشارك بشكل أو بآخر في عدم تحقيق اللامركزية لأنه جزء من الطبقة السياسية.. ولا يكفي المطالبة باللامركزية! وأنا كمواطن يجب أن أحاسبه على ذلك... ولا بد من وضع قانون انتخابات عصري منصف، والعمل على إلغاء الطائفية السياسية التي تعطي نوع من الحماية للطبقة السياسية.
للأسف نرى الأمور تسير إلى الوراء في لبنان، فعندما نعود إلى الوراء إلى عهد الاستقلال نجد أن الوضع كان أحسن، ولم يكن أي قرار ليمر بدون توافق الطوائف الكبرى.
هذا الشلل الذي يطبع الحياة السياسية اليوم مرده إلى أننا لسنا في ظل نظام برلماني حقيقي إطلاقاً وإنما طائفي.. والإنماء في المناطق لا يمكن أن يتم في ظل المركزية الإدارية.
وهناك مسؤولية تقع على الشعب والشباب خاصة، وبقدر ما تكون هذه الفئة على مستوى عال من الوعي والثقافة السياسية بقدر ما تكون قادر على تغيير الأمر الواقع، فلا حياة سياسية ولا تغيير بدون مشاركة الشباب.
س: كيف يرى الدكتور محمد الجسر دور النائب، هل هو موزع للحصص الغذائية أم معقب معاملات أم مشرّع؟
طبعاً البلدان المتقدمة اعتمدت اللامركزية منذ زمن بعيد، لأنها تسمح للمناطق بتنمية نفسها بنفسها. ولأن التمويل يصبح بأيديهم مباشرة ويستطيعون التصرف فيها بعيداً عن الروتين الإداري، ولكن طبعاً ضمن إطار مُنظم وتحت مراقبة السلطة المركزية.
اللامركزية هي جزء ووجه مهم من الإصلاح السياسي العام بلبنان. ولا مصلحة للسلطة المركزية في تطبيق اللامركزية الإدارية لأنه يقلص دورها ويحد من صلاحيتها.
أنا في اعتقادي أن السياسي الطرابلسي مشارك بشكل أو بآخر في عدم تحقيق اللامركزية لأنه جزء من الطبقة السياسية.. ولا يكفي المطالبة باللامركزية! وأنا كمواطن يجب أن أحاسبه على ذلك... ولا بد من وضع قانون انتخابات عصري منصف، والعمل على إلغاء الطائفية السياسية التي تعطي نوع من الحماية للطبقة السياسية.
للأسف نرى الأمور تسير إلى الوراء في لبنان، فعندما نعود إلى الوراء إلى عهد الاستقلال نجد أن الوضع كان أحسن، ولم يكن أي قرار ليمر بدون توافق الطوائف الكبرى.
هذا الشلل الذي يطبع الحياة السياسية اليوم مرده إلى أننا لسنا في ظل نظام برلماني حقيقي إطلاقاً وإنما طائفي.. والإنماء في المناطق لا يمكن أن يتم في ظل المركزية الإدارية.
وهناك مسؤولية تقع على الشعب والشباب خاصة، وبقدر ما تكون هذه الفئة على مستوى عال من الوعي والثقافة السياسية بقدر ما تكون قادر على تغيير الأمر الواقع، فلا حياة سياسية ولا تغيير بدون مشاركة الشباب.
س: كيف يرى الدكتور محمد الجسر دور النائب، هل هو موزع للحصص الغذائية أم معقب معاملات أم مشرّع؟
ج: أنا شخصياً لا أطرح نفسي كخدماتي، إلا أن من واجبي أن أخدم قدر المستطاع. أنا أطرح نفسي كسياسي يحدد موقفه واتجاهه من مسار ومستقبل البلد على كل الأصعدة السياسية الاقتصادية.. ومدافعاً عن قضايا الناس المحقة وعن قضايا لبنان الوجودية وعلاقته بمحيطه العرب والعالم الغربي، وتجاه مجمل القضايا الكبرى التي تهم كل اللبنانيين ومنها القضايا الوطنية، وكيفية حفاظنا على وحدتنا الوطنية كي نلغي الطائفية السياسية لنبني بلداً حديثاً يتساوى فيه المواطنين بالحقوق والواجبات. ويجب أن نسعى إلى أصلاح حقيقي شامل، ونمنع الفساد.. ويجب أن يكون السياسي خادماً للمواطن لا العكس.
س: كم برأيك ستقترب طرابلس في هذه الانتخابات من تجسيد قناعاتها؟
س: كم برأيك ستقترب طرابلس في هذه الانتخابات من تجسيد قناعاتها؟
ج: الواقع الذي أفرزه مسار عمره 4 سنوات منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري لا يؤشر إلى هذا الاتجاه. فالشحن الطائفي والمذهبي الذي أخذ حيزاً كبيراً بفعل أحداث بيروت، وخصوصاً في 7 أيار ارتد على بلدنا بالشلل الذي أصابها على مدى أشهر طويلة بسبب الخلاف المذهبي.
هناك في هذه المرحلة محاولة فوقية لخطف الانتخابات من يد الناس وكأن طرابلس لا تملك قرارها. بدأت الناس تستثار من حيث لا يشعرون استثارة خطيرة. على كل حال يجب أن نكون متريثين، لأنه ما زال هناك شهرين للانتخابات، وعسى أن لا يؤدي المال الذي سيدفع إلى اصطفافات في غير مصلحة طرابلس، ويجب علينا أن لا نفقد الأمل.
س: ما الدافع إلى ترشحك؟
هناك في هذه المرحلة محاولة فوقية لخطف الانتخابات من يد الناس وكأن طرابلس لا تملك قرارها. بدأت الناس تستثار من حيث لا يشعرون استثارة خطيرة. على كل حال يجب أن نكون متريثين، لأنه ما زال هناك شهرين للانتخابات، وعسى أن لا يؤدي المال الذي سيدفع إلى اصطفافات في غير مصلحة طرابلس، ويجب علينا أن لا نفقد الأمل.
س: ما الدافع إلى ترشحك؟
ج: ما يدفعني إلى الترشح هو موقف مبدئي، فلدي قناعات مبدئية ضميرية لا تسمح لي بأن أسخّر ترشيحي لغايات شخصية. من هذا المنطلق أنا ترشحت لأنني أمثل شريحة مؤمنة بمستقبل لبنان ويجب أن لا نيأس وأن يبقى لديها الأمل وأن لا تنسحب من العمل السياسي.
وأنا أتوقع الفوز لأن ثقتي بأهل مدينتي كبيرة، وأتوقع دائماً من أهل بلدي أن يتخذوا قرارهم بأنفسهم وباستقلالية تامة وأن يقترعوا لي، وأنا لا أخوض الانتخابات من أجل تسجيل موقف فقط.
س: إذا قيد لكم الفوز في الانتخابات المقبلة، إن شاء الله، ماذا يمكن أن يحصل من تطور في طرابلس خلال السنوات القادمة؟
وأنا أتوقع الفوز لأن ثقتي بأهل مدينتي كبيرة، وأتوقع دائماً من أهل بلدي أن يتخذوا قرارهم بأنفسهم وباستقلالية تامة وأن يقترعوا لي، وأنا لا أخوض الانتخابات من أجل تسجيل موقف فقط.
س: إذا قيد لكم الفوز في الانتخابات المقبلة، إن شاء الله، ماذا يمكن أن يحصل من تطور في طرابلس خلال السنوات القادمة؟
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية