الخميس، 24 سبتمبر 2009

القيادات "المناضلة" تعيش ترفاً وثراءً فاحشاً..والمواطن يموت جوعاً

ملايين الدولارات تُصرف على الحملات الانتخابية..والناس عاجزة عن شراء الدواء
الدولة مُطالبة باتخاذ اجراءات فورية لتخفيف العبء المعيشي والاستشفائي

كتب وسيم فؤاد الادهمي

الناس لم تعد قادرة على تَحمُل هذا الوضع الاقتصادي والمعيشي أكثر، وكذلك السياسي!
الوطن في حالة موت سريري يضربه فساد سياسي واداري وسرطان اقتصادي، ومالي متوحش،وسرطان انتخابي!
ملايين الدولارات تُصرف على الحملات والماكينات الانتخابية، والحد الأدنى في البلد "ما بِطعمي خبز"،والمواطن عاجز عن شراء علبة الدواء أو الدخول الى المستشفى أو تسجيل ابنه في مدرسة
ودفع اجار بيته أو محله.
الناس استاءت لا بل قرفت من الوضع السياسي القائم، ومن السجالات السياسية، والردودو و"الردود المضادة"، ومن معظم السياسيين- لكي لا نقول كل السياسيين-ولم تعد قادرة على تحمل وخداعهم ،وخلافاتهم أكثر!
لقد شبع المواطن من تجار السياسة والطائفية والمذهبية تحت شعارات وعناوين وطنية.
...كل فريق لديه قضاياه الكبرى التاريخية والمصيرية، التي هي أكبر من قضية لقمة عيش المواطن، ودواء المريض الذي عليه أن يناضل جوعاً وفقراً ومرضاً، في حين تعيش القيادات "المناضلة" في بحبوحة وترف وثراء فاحش،ويركبون سيارت2009 مُصفَّحة بينما يعجز المواطن عن شراء الحليب لأطفاله.


في طرابلس:في القبة، التبانة، الدبابسة، وفي"الدفتار"، في بيروت وضواحيها.. وغيرها الكثير من المناطق..مواطنون يبيتون دون أن يأكلوا خبزاً، بينما يأكل نوابهم خبزاً حتى التخمة والتقيؤ،وغير الخبز مما لا يتسنى لهم أن يأكلوه، ولا يتجرأون على الحلم به...أية عدالة أفضل وأحلى من هذه العدالة والمعادلة!وأي نظام أهم من النظام القائم؟
لقد كفر المواطن بالسياسة والسياسيين والدولة وأصبحت ثقته بهم معدومة ،فغالبية الشعب اللبناني تعيش تحت خط الفقر، والهم المعيشي يطغى على الهموم الأخرى،ولولا حالة الاحباط العامة وفقدان الأمل بأي تغيير،لخرجت هذه الغالبية الى الشارع لتقول ما قالته عام 1951 : بدنا ناكل جوعانين!!غير ان ما دعاهم في ذلك العام الى الاحتجاج هو رفع سعر الخبز فقط ،في حين أن الداعي اليوم أكبر وأعظم بكثير، فالطبقة السياسة لم تترك للمواطن شيئاً..حتى فسحة الأمل!! أما ارادته فتتعرض للاغتصاب، ومستقبله بلا مستقبل!

وفي ظل حمى الانتخابات ما من أحد مستعد أن يسمع صرخة المواطن،الذي لا ينتظر من الانتخابات المقبلة تحقيق أي تغيير في الوضع القائم على كافة الصعد،لأن القوى المسيطرة على ما يبدو ستعيد "تفقيس" نفسها في الانتخابات القادمة،مما يعني اعادة انتاج للأزمة الحالية، واستمرار حال البلد على ما هو عليه.
ان طبيعة الأزمة العامة وتلازمها مع التطورات الاقليمة،لا سيما ما يحدث في مصر، يفرض السعي لاستنهاض القوى صاحبة المصلحة في التغيير، والمتضررة من الواقع المأساوي الفاسد، والعمل لانتظامها في كتلة انقاذية ضاغطة وقادرة على ترجيح كفة الاصلاح ضد الفساد والمفسدين،كما يفرض السعي لدعم المرشحين المستقلين الذين يجد فيهم الناخب القدرة والكفاءة للعمل على التغيير ،ولتظهير قوى ثالثة أو رأي ثالث بعيداً من الاصطفافات المفروضة ضمن الطوائف، وهذا أمر اساسي يمكن أن يساعد لبنان في المرحلة المقبلة،مع علمنا أن المرشحين المستقلين سوف تكون حظوظهم بالفوز شبه معدومة، وهم محاصرون من قوى الأمر الواقع الذي تصر على القول كفرعون:"لا أريكم الا ما أرى.."
المطلوب من الدولة اتخاذ اجراءات فورية وعاجلة لتخفيف العبء المعيشي والاستشفائي عن المواطنين الذين تحولوا الى شحاذين على أبواب النواب في ظل غياب مؤسسات دولة تحفظ للمواطن كرامته أو ما تبقى له من كرامة انتهكها أمراء الطوائف من أصحاب الخطابات الضبابية والازدواجية.. فتارة يقدمون أنفسهم على أنهم زعماء وطنيون، ومرة مدافعين عن حقوق طائفتهم.. حسب مقتضيات حاجة البقاء على الكرسي..
.. ولكن أهل السياسة مشغولون بحملاتهم الانتخابية عن قضايا المواطن المُحِقّة الذي ليس له الا الله!

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية

html code
Metal Safety Gates