الخميس، 24 سبتمبر 2009

د. مصطفى علوش في حوار مع "القضية":المستقبل سيكون حافلاً بالمتغيرات...أرجو أن يكون غير ثقيلاً على لبنان

النائب الدكتور مصطفى علوش في حوار مع "القضية":
المستقبل سيكون حافلاً بالمتغيرات... أرجو أن تكون غير ثقيلة على لبنان
تحسّن الأوضاع مرهون بالإستقرار وهو مرتبط حكماً بالصراع الإقليمي



أكد النائب مصطفى علوش خلال حديثه مع "القضية" أنه لم يتأخر عن العزوف عن الترشح حتى قبل إقفال اللوائح وإعلانها وذلك لتسهيل مهمة تأليفها، وعدم إحراج سعد الحريري بأن يطلب منه التنحي، وشدد على أنه لم يعتبر يوماً أن تجديد نيابته هو تحصيل حاصل، ولم يكن يضع هذا التجديد كأولوية عندما كان يمارس مهامه النيابية والتي أعطت انطباعاً شعبياً وسياسياً بأنه من ثوابت تيار المستقبل في الإنتخابات، مشيرا الى أنه مستمر في الشأن العام ضمن التيار.
ورأى أن عدم ترشيح رموز ۱٤ آذار السياسية والشعبية خطأ جسيماً قد يؤدي إلى ضعف في الإقبال على الإنتخابات وإلى خسارة نخب مجربة قادرة على المقارعة خاصة بوجود الكثير من صقور ۸ آذار على لوائح المرشحين.
وقال:" القرار السياسي الوحيد الذي يمكنه تخريب الإنتخابات أو تأجيل إقامتها هو إقليمي، فقيام إسرائيل بهجوم على إيران سيدخل لبنان حتماً في أتون الحرب، وهو خيار غير مرجح بالمعطيات الراهنة"
"القضية" التقت سعادة الدكتور مصطفى علوش وكان لنا معه الحوار التالي:

حاوره: وسيم فؤاد الأدهمي


-ما هي المبررات الموضوعية التي أدت الى استبعادكم عن "لائحة التضامن الطرابلسي"؟
- قد يكون من الغريب بأن أقوم أنا بتفنيد المبررات الموضوعية التي أدت لاستبعادي عن اللائحة التحالفية في طرابلس، ولكن الواقع هي أنني أعتبر الإلتزام هو أحد أهم الضوابط الإنسانية، وأنا عندما تم انتخابي سنة ۲۰۰٥ كنت مرشحاً على أساس أنني ملتزم في تيار المستقبل وبما أنني ما زلت في التيار فإن ترشحي يجب أن يكون بيد قيادة هذا التيار وهذا ما عبرت به بصراحة ووضوح منذ أكثر من ستة أشهر للنائب سعد الحريري عندما شعرت بأن تحالفاً ما سيقوم في طرابلس مما قد يستدعي استبعاد أو التضحية بأحد نواب التيار. لذلك، فلم أتأخر عن العزوف عن الترشح حتى قبل إقفال اللوائح وإعلانها وذلك لتسهيل مهمة تأليفها وعدم إحراج سعد الحريري بأن يطلب مني التنحي. على كل الأحوال فأنا لم أعتبر يوماً أن تجديد نيابتي هو تحصيل حاصل، ولم أكن أضع هذا التجديد كأولوية عندما كنت أمارس مهامي النيابية والإعلامية النافرة والتي أعطت انطباعاً شعبياً وسياسياً بأنني من ثوابت تياري في الإنتخابات على كل الأحوال فأنا مستمر في الشأن العام ضمن تيار المستقبل.
-
يقال أن هناك جوائز ترضية للذين تم استبعادهم عن لوائح 14آذار،وأنك وُعِدت بالتوزير في الحكومة المقبلة، ما صحة هذا الكلام؟
- هناك شائعات كثيرة حول جوائز الترضية ولكنني لم أسمع بها لا معي ولا مع أي واحد من زملائي في تيار المستقبل، وحتى عندما تحدث النائب سعد الحريري معي عن آفاق العمل في المستقبل طلبت منه أن لا يعطني أية وعود حتى لا ألزمه بها لأنني سأبقى ملتزماً مع تيار المستقبل حتى دون مناصب.
-
ألا تعتقد أن استعباد رموز 14آذار عن اللوائح الانتخابية خطأ يضاف الى سلسلة الأخطاء التي ارتكبتها قيادات 14آذار،وما انعكاساته على الانتخابات في 7 حزيران؟
- من ناحية عدم ترشيح رموز ۱٤ آذار السياسية والشعبية فأنا أعتبره خطأ جسيماً قد يؤدي إلى ضعف في الإقبال على الإنتخابات وإلى خسارة نخب مجربة قادرة على المقارعة خاصة بوجود الكثير من صقور ۸ آذار على لوائح المرشحين. ومع ذلك فأنا أعتقد أن هذه الرموز سيكون لها دورها وهي لن تغيب ولن تحتاج لأي موقع لكي تستمر في النضال.
-
ماذا ستغير الانتخابات النيابية في الوضع الاقتصادي المتردي في طرابلس ولبنان بشكل عام؟
- قبل ان يسقط لبنان ضحية للتزاحم الإقليمي سنة ۱٩٦۹ مع اتفاقية القاهرة، كان يعد جنة الشرق الأوسط ازدهاراً واقتصاداً ونمواً وعلماً، ولكن تحوله إلى ساحة للصراع أدى إلى تردي أوضاعه على كل الموازين، وأنا صراحة أعتقد أننا نخوض الآن معركة صمود في مواجهة السقوط مجدداً كضحية دائمة للصراعات أو لخيار الخضوع لمشروع ولاية الفقيه الفارسي.
لذلك فإن النجاح في الإنتخابات لقوى ۱٤ آذار هو أحد أهم مقومات هذا الصمود، أما تحسن الأوضاع فهو مرهون بالإستقرار وهو عامل وإن كان بالنتيجة مرهوناً بإرادتنا، ولكنه مرتبط حكماً بالصراع الإقليمي لكون بعض الفئات اللبنانية وبالأخص حزب الله، مرتبطة بمشروع عقائدي وسياسي وعسكري ذو بعد إقليمي.
وما ينطبق على لبنان قد يكون تأثيره مضاعفاً على طرابلس في الحالتين السلبية والإيجابية لهشاشة الوضع فيها.
-
يتخوف البعض من قرار سياسي بتخريب الانتخابت المقبلة أو تعطيلها،فهل ستتم الانتخابات النيابية في موعدها المحدد؟
-القرار السياسي الوحيد الذي يمكنه تخريب الإنتخابات أو تأجيل إقامتها هو إقليمي، فقيام إسرائيل بهجوم على إيران سيدخل لبنان حتماً في أتون الحرب، وهو خيار غير مرجح بالمعطيات الراهنة. أما خلاف ذلك فإن سيناريو مثل ٧ أيار هو ما قد يؤجل الإنتخابات ويكون عندها بفتوى من الولي الفقيه لأن حزبه هو الوحيد القادر على القيام بحركة مماثلة.
-
هل تتخوفون من أحداث أمنية تسبق أو ترافق العملية الانتخابية؟
- هذا مرهون طبعاً كما سبق بالقرار والسياسة الإقليمية ولا يمكن التكهن اليوم بما قد يحصل حتى خلال ۲٤ ساعة. ولكن تصريحات أمين عام "حزب الله" المستكبرة الأخيرة قد تؤشر إلى زيادة في حدة التوتر الإقليمي النابع من تعثر المفاوضات الأمريكية السورية ووضوح صورة أن الرئيس أوباما لن يجري صفقات على النمط الذي كان سائداً أثناء الحرب الباردة، وهذا قد يعني لجوء النظامين السوري والإيراني إلى سياسة الثمانينات التي تضع الإرهاب ووسائله المتشعبة كأولوية.
الخيار الآخر، وهو المستبعد هو أن يتجاوب النظامان وهذا ما سيستدعي تغييرات بنيوية في تركيبتهما.
الإحتمال الثالث هو الفراق السوري- الإيراني وهذا ما سيترجم في لبنان بصراع مفتوح بين الجانبين.
على كل الأحوال فإن المستقبل سيكون حافلاً بالمتغيرات والأحداث التي أرجو أن تكون غير ثقيلة على لبنان
.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية

html code
Metal Safety Gates