الخميس، 24 سبتمبر 2009

هيفاء وهبي لو ترشَّحَت لكانت الأقدر على اقناع الناخبين

كتب وسيم الأدهمي
أهل السياسة في لبنان يُدركون انهم يخوضون معركة "حسم ومصير"، ولكي يقتحموا ويتوغلوا ويبقوعلى مقاعدهم الى أجل غير مسمى كما هو حال الحُكّام في الأنظمة المَلكية و والتي يقولون هم أنفسهم عنها ديكتاتورية وتفتقر الى الحد الأدنى من الحريات العامة.... صرفوا من الاموال ما يفوق قدرة الدولة. ومن خلال ذلك فان علاقة المال السياسي بالقرار راحت تميل أكثر فأكثر لصاح المال ومصادرالتمويل. حتى أخذت تعرض نفسها على الساحة السياسية في جسارة احياناً و استعلاء غالباً.
أما فيما يتعلق بالاعلام، فقد أصبحت الرسالة السياسية في وسائله المرئية مصنوعة بمواصفات يهمها أكبر قدر من التأثير والتعبئة و"التجيش" وليس أكبر قدر من الحقائق.
الأمر الذي أدى الى تضخم اعلامي - سياسي يشبه التضخم النقدي، وبلغت الرسالة المنوي ايصالها للناس بالتكرار حالة الافلاس والملل.
يقول أحد الظرفاء انه لو ترشحت هيفاء وهبي لكانت الأقدر في لعبة الاعلام على اقناع الناخبين المتفرجين بما تريد أن توصله اليهم. فعندها كل مؤهلات "التوصيل السريع" .
ان غلبة الصورة على الفكرة في التلفزيون ، وأسبقية الانطباع على الاقناع، نقل السياسة وأهلها الى عالم المسرح وفيه الموقع والمنظر والضوء والحوار المرسوم والمخرج.. وامسى الهم الأساسي ارضاء الجمهور ولو على حساب العقل والمنطق والحقائق وخصوصاً في الفترة التي تسبق الانتخابات النيابية.
و بهذا تحول السياسي الى ممثل مشغول بالأداء في حد ذاته اولاً وأخيراً، حتى "سقطت" السياسية عندنا "ضحية" التلفزيون..
وقد لوحظ ان الأحوال الاقتصادية المتردية في لبنان، التي أوصلت دينه العام الى حوالي الستين مليار دولار، وهو ما يفوق طاقته على السداد، الى جانب البطالة والنقص اللافت في الخدمات كافة قد جعلت العمل السياسيي -لدى فئة كبيرة من الناس- مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمال وذلك يدفع المواطن برضاه أو غصباً عنه الى حيث توجد مصادره،حيث يكون عليها أن تبيع أو ترهن قراراها عند المنبع.والناخب عموماً-للأسف - يرهن قراراه عند الجهة الأكثر قابلية وقدرة على الدفع والتمويل ، وهذا ما يجعل التغيير المرتجى الحقيقي مؤجل الى حين..
أهل السياسة في لبنان ينامون على حرير.. والمواطن ينام على تصريح ليستيقظ على بيان يفقده كل الأمل بقيام دولة المؤسسات،
أما التلفزوين لا يعرف الراحة ولا النوم ويستمر بقذف الصور والمعلومات- المشوهة والغير موضوعية التي تتماشى مع سياسة المحطة ومن يقف وراءها- الى منازل الناس ليغسل أدمغتهم... ليبقى المال السياسي وحده حاكماً وسيداً ومهيمناًعلى وسائل الاعلام والناخبين
.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية

html code
Metal Safety Gates